أن تضيء شمعة صغيرة خير لك من أن تنفق عمرك تلعن الظلام
كما يقال العلم نور والجهل ظلام فلا حياة لمن لم يجتهد ويدفع سنين عمره في علمه , ليكون انسانا متعلما مثقفا .
لقد اصبحنا الان في عصر العلم واسمي عصرنا بعصر العلم , لانه لا يمكن الان في هذا الزمان ان يتمكن شخص ما العيش بحياة رفاهية وسعادة دون ان يكون متعلما وهذا كما نعرف افضل من ان نكون جاهلين لا علم لنا بهذه الحياة .
لذلك يجب علينا ان نمضي في مستقبل زاهر وبسمتقبلك الزاهر تزهدر امتك معك , ولكن كثيرا من الناس لا يحبون العلم او لا يريدونه والعلم وصية من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم , فاذا كان يقال ان في هذا الزمن حروب تسمى حروب النفط فهناك حربا اخرى تدعى حرب العلم , فلماذا بعضنا لا يحب العلم وتنتشرالامية كثيرا في وطننا العربي ؟
لان الاستبداد زرع افكارا سيئة في عقولنا تلهينا عن علمنا , لان الدول الكبرى والقوية تريد العرب ان يبقوا جاهلين غير متعلمين ولكي لا يصبح العرب واعيين لم يجري حولهم وينقلبوا ضد الغرب ويقوموا باضعاف تلك الدول الكبيرة او التغلب عليها من ناحية التكنولوجيا العلمية وفي كل اغراض العلم .
ومن هذه الافكار السيئة التي زرعت في أذهان العرب والازمات التي واجهتنا في طريق العلم :
- الاعلام ( التلفاز ........ )
ربما عندما اقول التلفاز قد يستهزء بي بضع الناس ويقولون هذا ليس له علاقة بما يجري , ولكن الحقيقة هو الذي له علاقة فمن خلاله تبث الاقمار الاجنبية قناتاة اباحية تفسد الاخلاق العربية وبسبب هذه القناتاة يجلس المشاهد عليها ليل نهار تلهيه عن علمه وعن ثقافته , وايضا هناك لبعض الدول الاجنبية اذاعة تتحدث بالعربية منها روسيا ولديها اذاعتان باللغة العربية وبريطانيا ايضا لها اذاعة باللغة العربية وامريكيا ايض لديها اذاعة تتحدث العربية وغيرهم من الدول وكل هذه الاذاعات تبث برامج وافكارتشوش على الانسان المثقف المتعلم , أي انه اصبح الغرب يغزونا فكريا من خلال التلفاز , ولكن نحن العرب ايضا مغزوون فكريا من انفسنا , فكثيرا من الطلاب ما يرسبون في صفهم او لم يكملوا الدراسة بسبب التلفاز جالسين طول النهار عليه لا يدرسون اي كلمة , وحتى التلفاز وبرامجه أثرت على الدين الاسلامي ومثال ذالك : طلب اهالي فلسطين من أحد شيوخ المساجد التعجل في صلاة التراويح لكي ينهوا صلاتهم باكرا من اجل متابعة مسلسل باب الحارة في شهر رمضان الكريم !!! بل ان احد اهالي الشعب الفلسطيني والاردني ومختلف الدول العربية قام بتسمية المحل الذي يمكله باسم باب الحارة سواء اكان محل عطور او محل ملابس او أي شي ، فما رأيكم بهذا اصبحت برامج التلفاز تأثر على علمنا وديننا ونحن نغزوا أنفسنا بأنفسنا غير الغزو الغربي !!!! ولكن الحمدالله اصبح هناك اذاعات تنشأ على اساس توعية الناس مثل الاذاعات الاسلامية التي تعطي الناس دروسا على شاشة التلفزة .
- محاربة المفكرين والعلماء :
عندما قدم الاعداء على أراضينا واحتلوها اول ما فعلوه هو محاربة العلماء حيثوا قاموا بقتلهم او تهجريهم من بلدهم الى بلد اخر ليصبح بلدهم العربي بدون علماء , وبالتالي دولة فقيرة في العلم كما حصل مع العراق حيث تم خسارة اكثر من 1000 عالم ومفكر للعراق قتل عدد منهم والباقي هجروا او هربوا من بلدهم بسبب ظروف الحرب , ولكن هربوا الى الدول الاجنبية فأصبحت الدول الاجنبية تنتفع في خبرتهم بدل من ان ينتفع العراق من خبرت علمائه ويصبح ذو دولة قوية مبنية بالعلم والثقافة .
- فقر بعض الدول :
وبسبب هذا الفقر الشديد ادى الى نشوء الامية بيننا لعدم وجود المدارس الكافية لاستيعاب الطلاب او بعدم تحمل قدرة الاهالي كلفة مصاريف الدراسة وايضا بسبب عدم وجود اساتذه تقوم بالتدريس او جامعات ليدخل بها الطلاب وحتى لو كان هناك جامعات لا تتوفر كل الفروع المناسبة لدخولها ومن بين الدول التي فيها أميين : السودان , مصر , والقرن الافريقي كشكل عام , وموريتانيا , واليمن , طبعا في كل الدول العربية اميين لكن بنسبة قليلة لا تنذكر ولكن التي ذكرناها الان هي الدول الاكثر انتشارا للاميين فيها .
فيجب علينا ان نتثقف ونتعلم لنكون اقوى شعب في العالم من حيث الثقافة والعلم فالقوة ليست لمن يملك اسلحة الدبابات والمدافع انما القوة لمن يملك سلاح العلم ليحارب اعدائه به , فإن أضئت شمعة صغيره من العلم في حياتك افضل لك من ان تكون جاهل واقعا في دوامة الظلام فلذالك تعلم واكتسب قدر االمستطاع من العلم والثاقفة حتى لو كان الذي كسبته مثقال حبة من خردل فهناك مثل قديم يقول لك : (( قليل من العلم مع العمل به .. أنفع من كثير من العلم مع قلة العمل به .. )) فتعلم وتثقف حتى لو كان علمك بسيطا سيصبح بدل البسيط ذو شأن كبير بعد ان تعمل بعلمك البسيط الذي اكتسبته من حياتك ولا ضرر لك ان تعمل وتتعلم في آن واحد ولكن ليس كعمل شاق بل كعمل يساعد في بناء تعليمك شرط ان يكون العمل الذي تعمل به ملائما لثقافتك ويوفر لك معلومات ثقافية تضيفها الى ذاكرتك الشخصية .
فلا بد من هذا الزمان ان تصبح الشمعة الصغيرة شمعة كبيرة كأشعت الشمس الحارقة للمستبدين .